الأسد الآسيوي هو أسد نادر موطنه الأصلي الهند ويقتصر وجوده على حديقة جير الوطنية وصف يوهان ماير، عالم الحيوان النمساوي، هذا الأسد لأول مرة في عام 1826، ومنذ ذلك الحين تم تصنيفه كنوع مهدد بالانقراض. يُعتقد أن العدد المتبقي من الأسود الآسيوية هو 500 فرد، وقد انفصلت هذه الأسود عن أسود إفريقيا منذ حوالي 186,000 عام، حيث انتقلت إلى الهند وتطورت في حالة من العزلة نتيجة لتوقف تدفق الجينات بسبب انقراض الأسود في الشرق الأوسط يرتبط الأسد ارتباطاً وثيقاً بالأسود الموجودة في غرب وشمال إفريقيا أكثر من ارتباطه بتلك الموجودة في جنوب وشرق إفريقيا.
من ناحية أخرى، يتواجد الأسد الأفريقي في جميع أنحاء القارة، حيث يتركز العدد الأكبر في منطقة شرق إفريقيا. وقد تم وصف الأسد الأفريقي لأول مرة عام 1758 على يد كارل لينيوس في كتابه "Systema Naturae". انفصلت أسود شمال وغرب إفريقيا عن أسود شرق وجنوب إفريقيا منذ حوالي 180 ألف عام نتيجة لتوسع الغابات الاستوائية التي فصلت بين المنطقتين. هذان النوعان من الأسود هما المهيمنان المتبقيان على الكرة الأرضية، ويظهران العديد من الفروقات التي تميزهما عن بعضهما البعض، ومن بين هذه الاختلافات ما هو مدرج أدناه.
صورة ذكر الأسد الأفريقي |
الفرق بين الاسود الأفريقية والاسيوية
يتميز ذكر الأسد الآسيوي بشعر قصير وخفيف بشكل غير عادي، مما يسمح بظهور الأذنين. ومن السمات الأخرى البارزة في شعره هو اللون، حيث يكون الشعر القصير داكناً وأقل كثافة. بينما يتميز ذكر الأسود الأفريقية بشعر أكثر كثافة ووضوحاً، يغطي الرأس بالكامل ويتدلى للخلف إلى الكتفين. يدل الشعر على صحة الذكر، مما يساعده في جذب الإناث وإبعاد المنافسين الآخرين.
صورة ذكر الأسد الآسيوي |
الحجم
الأسود الأفريقية أكبر حجمًا مقارنةً بالأسود الآسيوية. يزن ذكور الأسد الأفريقي ما بين 150 و225 كيلوجرامًا، بينما يبلغ متوسط وزن الإناث حوالي 156 كيلوجرامًا. سجل أكبر أسد أفريقي في التاريخ وزناً بلغ 363 كيلوجراماً وطولاً قدره 3.4 متر من الأنف إلى الذيل. أما ذكور الأسود الآسيوية، فتتراوح أوزانها بين 158 و204 كيلوجرام، في حين يتراوح وزن الإناث بين 109 و163 كيلوجرام. يبلغ ارتفاع الكتف لدى الذكور الآسيويين حوالي 1.07 إلى 1.2 متر، بينما يصل ارتفاع الإناث إلى ما بين 0.8 و1.07 متر. سجل أكبر أسد آسيوي في التاريخ طولًا قدره 2.95 مترًا من الطرف إلى الذيل.
خصلات الكوع والذيل
يمتاز الأسد الآسيوي بوجود خصلات شعر بارزة على مرفقيه وذيله بالمقارنة مع الأسد الأفريقي. تغطي خصيلة الشعر في الذيل منطقة الظهر بالكامل من الفراء، ولا تزال وظيفتها غير معروفة. بينما تفتقر الأسود الأفريقية إلى الخصلات الشعرية الكثيرة على مرفقيها وذيولها.
طيات الجلد
يتميز الأسد الآسيوي بطية جلدية طويلة تقع تحت بطونها، وتعتبر هذه الطية من الخصائص الفريدة التي تميز الأسود الآسيوية عن غيرها. بينما تفتقر الأسود الأفريقية إلى هذه الطية.
جماجم
تتميز جماجم الاسد الآسيوي بوجود ثقبين تحت الحجاج المتشعبين، وهما ثقوب صغيرة في الجمجمة تسمح بمرور الأوعية الدموية والأعصاب إلى العين. إذا وجدت جمجمة أسد تحتوي على هذين الثقبين، فهذا يعني أنها تعود لأسد آسيوي. بالمقابل، تمتلك الأسود الأفريقية ثقبًا واحدًا فقط تحت الحجاج، ولكن ذلك لا يعني أن حدة بصرها أقل من حدة بصر الأسود الآسيوية، فهي مجرد سمة جسدية غير موجودة لديها. كما أن جمجمة الأسد الأفريقي تكون أكثر بروزًا مقارنة بجماجم الأسود الآسيوية.
الزمرة
تميل زمرة الأسود الآسيوية إلى أن تكون أصغر حجمًا، حيث تم تسجيل أكبر مجموعة بها خمس إناث بالغات، لكن لم يبقَ على قيد الحياة سوى اثنتين منهما. يعود ذلك إلى أن الأسود الآسيوية تصطاد حيوانات أصغر، مما يفسر قوتها الهجومية المحدودة. سبب آخر محتمل هو حجم موطنها، إذ إن متنزه جير الوطني ليس كبيرًا جدًا، مما يجعل منطقة الصيد ضيقة للغاية ولا يتيح للأسود التعاون في مجموعات كبيرة. على عكس ذلك، تعيش الأسود الأفريقية في مجموعات كبيرة تصل إلى ست إناث وذكرين مع أشبال، حيث تصطاد الإناث الأكثر سرعة ورشاقة بينما يتولى الذكور حماية أراضيهم ومواجهة التهديدات.
قدرة ذكور الأسود على التفاعل الاجتماعي
كل مجموعة من الأسود الأفريقية تحتوي على ذكر أو اثنين يتوليان الدفاع عن المجموعة ضد الأسود الذكور الأخرى. عندما يتولى ذكور من خارج المجموعة قيادتها، غالبًا ما يقومون بقتل جميع الأشبال التي تعود للذكور السابقين قبل أن يسيطروا. الأسود الآسيوية الذكور تتحرك بشكل مستقل في مجموعات من اثنين، ولا تتواصل مع الإناث إلا خلال موسم التزاوج أو عند تنظيم عمليات صيد أكبر. هذه الحركة المستقلة تتيح للأسود السيطرة على مزيد من الأراضي دون أي عائق.
حجم الفريسة
تقوم الأسود الآسيوية بصيد الحيوانات الأصغر بسبب موطنها. ويعتبر الغزال المرقط الفريسة الأكثر شيوعًا في غابة جير، حيث يزن حوالي 50 كيلوغرامًا. بينما الجاموس المائي في الهند أصغر من الجاموس الذي عادةً ما تتجنب الأسود الآسيوية الاقتراب منه. في المقابل، تصطاد الأسود الأفريقية الحيوانات الأكبر حجمًا مثل الحيوانات البرية والحمير الوحشية التي يتراوح وزنها بين 270 و360 كيلوغرامًا. أما الجاموس، الذي يتراوح وزنه بين 450 و900 كيلوغرام، فهو الفريسة المفضلة للأسد الأفريقي، ولكن لا يمكن اصطياده إلا من خلال خطة صيد مدروسة جدًا.
حقائق شيقة عن الأسود
رغم أن الأسود تُسمى ملك الغابة، إلا أنها لا تعيش فيها إطلاقًا، بل تفضل السهول العشبية المفتوحة، والشجيرات، والصحاري، والغابات، وأماكن تجمع الشجيرات حيث يمكنها رؤية فريستها ومراقبتها من بعيد. تبقى الإناث مع الفخر إلى الأبد حتى وفاتها، بينما يترك الأسود الذكور الفخر ليؤسسوا فخرهم الخاص عندما يصبحون بالغين. تكبر الأشبال الإناث كجزء من الفخر وتتولى المسؤولية من الإناث الأكبر سنًا بعد وفاتهن. قُدرت الأسود في يوم من الأيام بأن تجوب العالم من أمريكا الشمالية إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، لكنها تعيش حاليًا فقط في إفريقيا وغابة جير في الهند.
يتمتع الأسد الذكر بأعلى زئير بين جميع أنواع القطط، حيث يمكن سماعه على بعد 5 أميال. يستخدمون زئيرهم للعثور على شركاء، أو لتحذير الذكور الآخرين، أو للعثور على فخرهم. بالرغم من سمعتهم، فإن الأسود تُعتبر ثاني أكبر القطط على وجه الأرض، بينما النمر تحمل لقب أكبر القطط الحالية. تستخدم العديد من الدول الأسد كرمز وطني، من بينها إنجلترا وبلجيكا وألبانيا وبلغاريا وهولندا وإثيوبيا. ولوكسمبورج سنغافورة. ينام الأسد حتى 20 ساعة يوميًا، وعند مشيهم، لا تلامس كعوبهم الأرض مطلقًا. يمكن للأسد أن يركض بسرعة تصل إلى 50 ميلاً في الساعة والقفز لمسافة تصل إلى 36 قدماً في السماء.
التهديدات التي تواجه الأسود
تعاني أعداد القطط الكبيرة في جميع أنحاء العالم من انخفاض حاد نتيجة عوامل خارجة عن إرادتها. فقد أثر تدمير الموائل على الأسود بشكل كبير، حيث تسبب في تراجع أعداد الفرائس وبالتالي نقص موارد غذائها. كما أدت النزاعات مع البشر والماشية إلى فقدان العديد من الأسود لحياتها عبر السنين.
ومع تزايد عدد السكان البشر وتعديهم على الأراضي التي كانت تابعة للأسود، بدأت هذه الأخيرة في مهاجمة الماشية. وكنتيجة لذلك، تم اصطيادها وقتلها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمراض وتغير المناخ أثروا سلبًا على أعداد الأسود. أصبحت أفريقيا أكثر جفافًا وحرارة، مما أدى إلى جفاف مصادر المياه والعشب، وبالتالي ابتعاد الحيوانات مثل الحمر الوحشية والظباء والجاموس، التي تشكل غذاء الأسد. كما أدى تراجع التزاوج الداخلي إلى ضعف التركيب الجيني بشكل كبير، مما زاد من تعرض الأسود للخطر.
المصدر: worldatlas