ما التّهديد الّذي يحدثه التّلوّث النّفطيّ على نباتات القرم؟
بسبب التلوث النفطي، تواجه غابات نبات القرم علي سواحل الإمارات العربية المتحدة خطر يؤثر عليها بشكل كبير. ونبات القرم هو واحد من النباتات الساحلية ذات الأهمية البيئية الكبيرة، حيث تقوم بحماية البيئة الساحلية من خلال:
- دعم التنوع البيولوجي
- حماية السواحل
- تخزين الكربون
ومع وجود عوامل التلوث النفطي أو أحد مشتقاته بالقرب من نباتات القرم، يضر بها ويشكل أضرار بيئية كارثية لا تحمد عقباها.
صورة نبات القرم - مصدر الصورة بكسباي |
تأثير التّلوّث النّفطيّ على نباتات القرم
نباتات القرم تتأثر بشكل كبير بفعل التلوث النفطي الذي يتسبب به البشر. فعند مرور ناقلات النفط المحملة من مضخات النفط عبر خليج العرب يتم سكب كميات كبيرة من النفط في المياه مما يتسبب في تأثير كبير علي الحياة المائية والبحرية، ونبات القرم واحد من تلك النباتات التي تتأثر بشدة من هذه الحوادث.
تغطية جذور نباتات القرم
يقوم التلوث النفطي بتغطية جذور نباتات القرم التي تمتد في المياه الضحلة علي السواحل، هذا الإمتداد يعيق علي النبتة إمتصاص الإكسجين من الماء. لأن نبات القرم يتنفس من جذوره في المياه المالحة فإن التّلوّث النّفطيّ يعيق عملية التنفس لنباتات القرم. ليس هذا فحسب، بل يقوم التّلوّث النّفطيّ بتغطية أوراق هذا النبات الأمر الذي يعيق من عملية التمثيل الضوئي، والذي يؤثر علي صحة ونمو النبات.
تلف النظام البيئي
يتسبب كذلك التّلوّث النّفطيّ في تلف النظام البيئي البحري، حيث تعتبر غابات القرم من النباتات التي تقوم بتوفير موائل لحياة الكائنات البحرية كالأسماك والرخويات، حتي الأسماك والرخويات لا تسلم من التهديد الذي يحدثه التّلوّث النّفطيّ. وتأثر تلك المخلوقات الصغيرة يضر بالمخلوقات الأكبر حجمًا، وهذا التأثير يخص السلسة الغذائية لجميع الكأنات البحرية.
الحد من تخزين الكربون الأزرق
تلعب نباتات القرم دورًا حاسمًا في تخزين الكربون الموجود علي الأنظمة الساحلية، والمعروف بإسم "الكربون الأزرق". التّلوّث النّفطيّ يعمل على تدمير إضعاف وتدمير قدرة القرم علي عزل الكربون الأزرق، هذا الأمر يعمل على زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في غلاف الأرض الجوي، ويزيد من خطر التغير المناخي.
عدم حماية البيئة من العواصف وتآكل السواحل
نباتات القرم تعمل على التقليل من خطر العواصف الترابية وتآكل السواحل. والتّلوّث النّفطيّ يقوم بالتقليل من دور نباتات القرم في منع العواصف وتآكل السواحل، وهذا الأمر يقوم بتعريض المناطق الساحلية للكثير من الأضرار بسبب العواصف الشديدة والفيضانات.
التلوث النفطي في الإمارات
ليس جديد على الدول التي تعتمد علي النفط في إقتصادها مواجهة هذا الضرر الناجم من التلوث النفطي، ومنطقة الخليج معرضة بشكل كبير لمثل تلك الحوادث، ومن أهم تلك الحوادث أبان حرب الخليج الأولي، عندما إنسكب إحد عشر مليون برميل زيت خام في الخليج العربي. هذا الحادث أدي إلي كارثة كبيرة قضت على الحياة البيئية والفطرية والثروة السمكية آنَذاك.
وفي العام 2013، حدث تلوث نفطي في الإمارات وبالتحديد علي سواحل الفجيرة بمنطقتي قدفع ومربح، كان السبب في هذا الحادث هو تفريغ وشحن سفينة عابرة بالقرب من ساحل إمارة الفجيرة. تسبب هذا الحادث في تراكم طبقة من النفط ممتدة إلي مسافة قدرت بكيلومترين.
نباتات القرم في الإمارات
تنتشر نباتات القرم بشكل واسع في محمية راس الخور للحياة الفطرية بدبي. أطلق عليها سكان الإمارات إسم القرم، وهي تعرف أيضا بإسم نباتات المانغروف وهي من فصيلة افيسينيا مارينا.
يسكن تلك الأشجار العديد من الكأنات البحرية مثل، الشوكيات، وحشرات الأسماك، وسرطانات البحر، والجمبري، والرخويات، والروبيان، والتي تتغذي عليها الطيور والعديد من الحيوانات البرية.
جهود حكومة الإمارات لمكافحة ظاهرة التّلوّث النّفطيّ
تعمل حكومة الأمارات علي التقليل من تلك الظاهرة الخطيرة، والتي تؤدي إلي أضرار كبيرة بسبب ما يعرف بإسم التّلوّث النّفطيّ، وتشمل هذه الجهود:
- إطلاق مبادرة زراعة وإعادة تأهيل نباتات القرم، إستخدمت الحكومة في هذه المبادرة طائرات الدرونز بدون طيار من أجل إعادة زراعة ملايين من أشجار القرم الساحلية بمدينة أبوظبي وأماكن ساحلية أخري من البلاد.
- بناء تشريعات صارمة من أجل مراقبة كل ما يتعلق بالأنشطة النفطية علي السواحل، لحماية النظام البيئي البحري.
- توعية المجتمع بالأهمية البيئية، من أجل الحفاظ علي نباتات القرم من التلوث النفطي يجب توعية المجتمع بالضرر الذي يحيط بها، وأهمية دورها في محاربة التغيرات المناخية.
هدف تلك المبادرة من دولة الامارات هو الوصول إلي عدد مئة مليون شجرة قرم مع حلول العام 2030، من أجل الحد من التغيرات المناخية.
المصدر:
- البيان
- بيئة أبوظبي
- بلدية دبي
- مركز الإتحاد
- الإقتصادية