لماذا سميت البتراء بالمدينة الوردية؟ تعرف على السبب الحقيقي

مدينة البتراء واحدة من المدن التاريخية والعريقة، ولكن هل فكرت يومآ في سبب تسمية مدينة البتراء بالمدينة الوردية. بداية من تاريخها الذي يعود إلي الفين سنة، وصولاً إلي أشهر المدن السياحية فيها. تم إستخدام الحجارة الوردية في بنائها، هل كنت تعلم بأن الأنباط هم من قام ببناء هذا الفن المعاري. في هذا المقال سوف نعرف لماذا سميت مدينة البتراء بالمدينة الوردية.

لماذا سميت البتراء بالمدينة الوردية
صورة مدينة البتراء الأثرية

لماذا سميت مدينة البتراء بهذا الإسم

تتميز مدينة البتراء بجمالها المعماري الفريد، لكن السبب المفصل وراء تسمية مدينة البتراء بالمدينة الوردية يعود لطبيعة صخورها. سُميت "البتراء" التي تعني "الصخر" باليونانية، وذلك بسبب نحت المدينة في الحجر الرملي الملون باللون الوردي، مما أعطاها مظهرًا فريدًا يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. يُطلق عليها أيضًا "المدينة الوردية"، نظرًا للألوان الوردية التي تميز جبال وادي موسى. أرضية المدينة تحكي تاريخ الحضارة النبطية وتظهر كيف استغل الأنباط خصائص الأرض من أجل بناء مقر سرح شاهد على تاريخ مدينة البتراء.

تاريخ مدينة البتراء

تعود جذور السكن في البتراء إلى ما يقارب 2000 عام، عندما قام الأنباط بتأسيس تلك المدينة لتكون عاصمتهم. تأسست في البداية كبلدة تجارية استراتيجية على طرق التجارة القديمة التي تربط بين الشرق والغرب، مما جعلها مركزًا مهمًا للمسافرين والتجار.

  • الآدوميون: قبل وصول الأنباط، كانت المنطقة مأهولة بشعب يُدعى الآدوميين، الذين استقروا في التلال المحيطة، ولكنهم لم ينحتوا في الصخور كما فعل الأنباط. كانت فترتهم ما بين 1200 – 539 ق.م.
  • الأنباط: مع اقتراب نهاية القرن السادس قبل الميلاد، استقر الأنباط في المنطقة، محولين البتراء إلى مركز تجاري وربطها بطرق القوافل. وكان يُعتقد أن عدد سكان المدينة بلغ حوالي 30,000 نسمة خلال أوج ازدهارها.
  • الاقتصاد: كانت البتراء تشتهر بتجارتها، حيث كانت المتاجرة بالتوابل والحرير والمعادن، مما ساهم في تعزيز نفوذ الأنباط على مدار قرون.

تظل مدينة البتراء رمزًا للحضارة والتاريخ، حيث تمتزج الأساطير بالحقيقة، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية في الأردن. لقد أعيد اكتشاف المدينة عام 1812 على يد المستشرق السويسري، الذي ساهم في نقلها إلى الأضواء وجذب السياح المهتمين بتاريخها وثقافتها الغنية.[1][2]

أهم المناطق السياحية في مدينة البتراء

مدينة البتراء، أو كما يُطلق عليها "المدينة الوردية"، تحتضن العديد من المواقع السياحية التي تجعل الزوار يشعرون بسحر التاريخ. إليك بعض أبرز المعالم:

  • الخزنة: تعد الخزنة (Al-Khazneh) واحدة من أبرز المعالم في البتراء، حيث تبرز كتحفة معمارية منحوتة في الصخر الوردى. ارتفاعها يصل إلى 39 مترًا، وتُعتبر ضريحًا ملكيًا. عند دخول الزائر إلى المدينة، تتراءى الخزنة كأنها تفتح ذراعيها لاستقبالهم.
  • السيق: هو المدخل الرئيسي للمدينة، وهو ممر ضيق منحوت بين الصخور والذي يصل طوله إلى حوالي 1200 متر. يتمتع الزائر بجمال المنحوتات المعلقة على الجدران وهو يتجه نحو الخزنة.
  • الدير: يتميز الدير (Ad-Deir) بحجمه الضخم وبنيته الرائعة، وهو معلم يستحق الزيارة. يعتقد أنه كان مكانًا للعبادة وهو أكبر من الخزنة.
  • المسرح: يُعتبر المسرح الروماني من أكبر المسارح في البتراء، بسعة استيعابية تصل إلى 10,000 متفرج، ويعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي.

الثقافة والتراث في البتراء

تُعتبر الثقافة والتراث في البتراء من أهم العوامل التي تجذب السياح. يشهد الزائر في البتراء مزيجًا فريدًا من الفنون المعمارية التي تنتمي إلى حضارات مختلفة، مما يعكس الهوية الثقافية الغنية للمدينة.

  • المتاحف والمعارض: تضم البتراء متحفًا يعرض قطعًا أثرية نبطية، مما يساعد الزوار على فهم تاريخ وثقافة الأنباط.
  • الحرف اليدوية: تُعرف المدينة بصناعة الفخار، حيث يُعتبر الفخار النبطي من أرقى وأجمل الفخارات في العالم. يتاح للزوار فرصة مشاهدة كيفية صناعة هذه الآنية.
  • المهرجانات: تستضيف البتراء مهرجانات سنوية، مثل مهرجان البتراء الثقافي، الذي يهدف إلى تعزيز السياحة وتعريف الزوار بالتراث الغني للمنطقة.

تعتبر البتراء اليوم مزيجًا من التاريخ والمعمار والثقافة، مما يجعلها وجهة فريدة من نوعها تجذب السياح وتحافظ على تراثها الأنساني المتنوع.[3][4]

تقنيات بناء المباني في البتراء

تُعتبر العمارة في البتراء شهادة حية على براعة الأنباط في استخدام مواردهم المحلية. لقد استغل الأنباط الحجر الرملي الملون من جبال وادي موسى، مما سمح لهم بنحت المباني بطريقة فريدة.

  • التخطيط الحضري: بُنيت مدينة البتراء وفقًا لمخطط منظم، حيث تم اختيار مواقع المباني بعناية لضمان استدامتها. كانت الشوارع الرئيسة، مثل الشارع المُعمد، مزودة بنظام قنوات يدير مياه الأمطار، مما يجعل المنطقة صالحة للسكن في صحراء جافة.
  • أساليب البناء: استخدم الأنباط تقنيات متقدمة مثل الأقواس المتنوعة التي تعتمد على تراص الحجارة، بدلًا من المونة. بعض المباني تم تسقيفها بواسطة صفوف متراصة من الصخور المغطاة بالملاط الطيني لحماية الداخل من العناصر.

الزخارف والتفاصيل المعمارية في البتراء

الزخارف المعمارية في البتراء ليست مجرد تفاصيل بل تعكس حضارة غنية ومعقدة، حيث كان للأنباط اهتمام خاص بالزخرفة.

  • المنحوتات والرموز: يُظهر السيق العديد من المنحوتات التي تمثل آلهة الأنباط، والكثير منها يرتبط بالقصص والأساطير. في المنحوتات البارزة مثل "أصنام سابينوس"، تُظهر هذه الأعمال الفنية كيف كانت تعبيرات الثقافة والدين المتعلقة بالشعب.
  • الزخارف على الواجهات: يتميز تصميم الخزنة, على سبيل المثال, بإدماج عناصر معمارية متنوعة مثل الأعمدة ذات الزخارف الجميلة، حيث تضاف تفاصيل فنية تضيف بعدًا جماليًا ومعنويًا للمكان.
  • التفاصيل الداخلية: عند دخول المرء إلى بعض المعالم مثل الدير، يمكنه رؤية الزخارف المحفورة على الجدران، والتي تعكس الاستخدامات الدينية والثقافية لذلك المكان.

بشكل عام، العمارة في البتراء تعكس عبقرية الأنباط وتفانيهم في خلق تصاميم رائعة تتحدى الزمن، وتُبرز قدرة الإنسان على تحويل الصخور إلى أماكن تنبض بالحياة والإبداع. لذا، تأمل العمارة في البتراء ليست مجرد مشهد بل باب إلى عالمٍ من التاريخ والثقافة.[5][6]