الفرق بين عجل البحر والفقمة - هل هما نفس النوع؟
يقوم الكثير من الناس بالخلط بين عجل البحر والفقمة، ولكن هل تعلم بأن هناك قرابة بين عجل البحر والفقمة، ولكن كما بينهما قرابة هناك أيضًا إختلافات سنتعرف عليها في هذا المقال.
صورة عجل البحر "أسد البحر" |
ما هو عجل البحر؟
عجل البحر، المعروف أيضاً بأسم أسد البحر، يُصنف ضمن فصيلة الفقمات (Otariidae) ويتميز بوجود أذن مرئية. هو حيوان اجتماعي بشكل كبير جدا، ويعيش في مستعمرات على الشواطئ وتتميز قدرته على التنقل على الأرض، مما يسهل على الذكور الدفاع عن مناطق تكاثرهم. تشترك كل من الفقمات والعجول البحرية في العديد من الخصائص، لكن الاختلافات الواضحة في الشكل والسلوك تظهر بجلاء عند مقارنة النوعين.
صورة الفقمة |
ما هي الفقمة؟
الفقمة هي حيوانات من الثديات البحرية تنتمي إلى فصيلة الفقمات (Phocidae)، وتُعرف بجسمها الانسيابي وزعانفها القوية. تشتهر الفقمات بفقدانها للأذن الظاهرة، حيث تتميز بوجود فتحة خلف العينين بدلاً منها. تشمل الفقمات عدة أنواع، تمتاز بتكيفها مع الحياة في المحيطات وتغذيتها على الأسماك واللافقاريات. تعيش الفقمات في مجموعات اجتماعية، وغالباً ما تكون البيئات التي تسكنها مثل السواحل الباردة والجليدية.
التصنيف العلمي لكل منهما
يتباين عجل البحر والفقمة في تصنيفاتها العلمية، حيث تنتمي الفقمة إلى فصيلة الفقمات (Phocidae) بينما يُصنف العجل البحري تحت فصيلة الفقمات ذات الأذنين (Otariidae). تشمل الفقمات أنواعًا مثل الفقمة الرمادية والفقمة المدببة، بينما تحتوي فصيلة العجل البحري على أنواع مثل أسد البحر الأسترالي وعجل البحر الكاليفورني.
خصائص خارجية تساعد علي التفرقة بينهما
تتميز الفقمة وعجل البحر بعدة سمات خارجية تساعد في التفريق بينهما، مثل:
- شكل الأذن: عجل البحر يمتلك أذن مرئية، بينما الفقمة تملك فتحات أذن خلف العين.
- الشكل الجسماني: يتميز عجل البحر بجسم أكثر ضخامة وطولًا مقارنة بالفقمة.
- الجلد والشعر: جلد العجل البحري غالبًا ما يكون خشنًا يكسوه اللون البني والأسمر مع بقع داكنة، في حين أن الفقمة تتمتع بجلد أملس يغلب عليه اللون الرمادي أو البني.
هذه الاختلافات الواضحة تجعل من السهل معرفة الفرق بين عجل البحر والفقمة بشكل سهل، مما يوفر فرصة مثيرة لاستكشاف الحياة البرية البحرية.
التوزيع الجغرافي للفقمة والعجل البحري
يعيش النوعين في مناطق جغرافية متنوعة، حيث تعد المحيطات والمناطق الباردة هي المواطن الأصلية لكليهما. مثال بسيط، الفقمات الرمادية، تعيش بشكل أساسي على السواحل الشمالية للمحيط الأطلسي والهادئ، في حين أن عجول البحر موطنها في المحيط الهادئ.
مكان تواجد عجل البحر:
- يعتمد وجودها على المياه الدافئة مثل المحيط الهادئ الجنوبي.
- بعض الأنواع توجد في جزر غالاباغوس وأستراليا.
مكان تواجد الفقمة:
- السواحل الشمالية لأوروبا وآسيا.
- الشواطئ الثلجية في المحيط المتجمد الشمالي.
البيئات التي يعيشان فيها
تعيش الفقمات وعجول البحر في بيئات مائية غنية، حيث تمثل البحار والغابات البحرية موائل مهمة لهما.
البيئات البحرية:
- المياه الاستوائية والدافئة التي توفر الغذاء.
- المناطق الجليدية التي تعد بيئة طبيعية للفقمات.
تُظهر الفقمات وعجول البحر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من التنوع البيولوجي في المحيطات.
السلوكيات والغذاء
تعتبر الفقمات وعجول البحر من الحيوانات الاجتماعية التي تعيش في مجموعات، لكن أنماط حياتها تختلف بشكل ملحوظ.
الفقمات:
- تعيش في مستعمرات وتتغذى على الأسماك والحبار، وتعتبر صيادة نشطة، تعتمد على مهارات السباحة في البحث عن الطعام.
- تحاكي سلوك صيادين آخرين من خلال الاندماج مع البيئة المحيطة بها لتجنب المفترسين.
عجل البحر:
- تتغذى على مجموعة متنوعة من الأسماك والحياة البحرية الأخرى، وتعيش أيضًا في مستعمرات كبيرة.
- تُعتبر أكثر تفاعلية في سلوكياتها، حيث يظهر ذكورها تصرفات مثل الزئير للحفاظ على مناطقهم وحراستها.
كيفية اصطياد الفريسة
تستخدم الفقمات والعجول البحرية استراتيجيات مختلفة عند اصطياد الفريسة:
الفقمة: تصطاد بشكل انتقائي، حيث تفضل الاصطفاف والبحث في الشعب المرجانية والمناطق القريبة من الشاطئ.
عجل البحر: تعتمد على الصيد الجماعي، حيث تنقسم إلى مجموعات وتعمل معًا لتطويق الفريسة، مما يزيد من فرص النجاح.
إن طرق اصطياد الفريسة والسلوكيات الاجتماعية تُظهر مرونة تُميز هذين الكائنين النادرين في عالم المحيطات.
الأخطار التي تواجه عجل البحر والفقمة
تتعرض الفقمات والعجول البحرية لعدة تهديدات تؤثر على انقراضها، ومن بين أبرز هذه الأخطار:
- تغير المناخ: يؤثر التغير المناخي على بيئتها البحرية، مما يؤدي إلى اختلال النظام البيئي الذي تعتمد عليه.
- الصيد الجائر: يُعتبر الصيد غير المُستدام أحد التهديدات الأساسية، حيث يُستهدف كلا النوعين لأغراض تجارية وترفيهية، مما يعرّض أعدادها للخطر.
- التلوث: تلوث المحيطات بالمواد الكيميائية والميكروبات يؤثر على صحة هذه الكائنات ويقلل من فرص البقاء.
جهود الحفاظ عليهما
تُبذل جهود الحفاظ على الفقمات والعجول البحرية في مختلف أنحاء العالم، وتشمل:
- إنشاء المحميات البحرية: تهدف هذه المحميات إلى حماية المواطن الطبيعية لهذه الكائنات.
- تشديد القوانين: فرض قوانين صارمة للحد من الصيد غير القانوني والحفاظ على أعدادها.
- التوعية والتعليم: نشر الوعي بين المجتمعات المحلية حول أهمية الحفاظ على هذه الأنواع وتأثير نشاطاتهم على البيئة.
تساهم هذه الجهود في توفير مستقبل أفضل للفقمات والعجول البحرية، وتجعل من الممكن استمرارها في مواطنها الطبيعية.
خاتمة
في ختام هذه الرحلة المعرفية لمعرفة الفرق بين عجل البحر والفقمة، يمكن تلخيص بعض النقاط الأساسية التي توضح الفروق بينهما:
- التصنيف: الفقمات تنتمي إلى فصيلة (Phocidae) بينما العجول البحرية تنتمي إلى فصيلة (Otariidae).
- شكلهما: الفقمات لديها فتحات أذن غير مرئية بينما العجول البحرية تتميز بأذن ظاهرة.
- السلوك: العجول البحرية أكثر اجتماعية وصاخبة، في حين أن الفقمات تميل إلى الانعزال.
- أساليب الصيد: الفقمات تعتمد على الاندماج في البيئة بينما العجول البحرية تتعاون ضمن مجموعات.
نستنتج من ذلك بأنه من الواضح أن الفقمات وعجول البحر، بالرغم من التشابه في بعض الصفات، تملك خصائص مميزة تجعل كل نوع يختلف عن الأخر. هذه الاختلافات ليست مجرد تفاصيل بسيطة، بل تمثل نتائج للتكيف مع البيئات المختلفة.