معلومات عن الشمبانزي: من الغابات المطيرة إلى قارة أفريقيا

قرد الشمبانزي هو واحد من أنواع القردة العليا التي تعيش في الغابات المطيرة، ومناطق غرب ووسط أفريقيا. بحسب ما يروج له العلماء بأن الشمبانزي من أقرب الأقارب الأحياء لنا كبشر، حيث أن لديه 98.7% من الجينات المشتركة مع البشر. للتذكير فإن القردة العليا تعني أكبر أنواع القردة، وهي عديمة الذيل ويشار إليها بعدة أسماء مثل، البشرانيات أو إنسان الغاب أو القردة العليا. في هذا المقال سوف نتعرف على بعض المعلومات عن الشمبانزي. تابع القرأة لمعرفة معلومات عن الشمبانزي.

معلومات عن الشمبانزي
معلومات غريبة عن الشمبانزي

معلومات عن قرد الشمبانزي

قرود الشمبانزي حيوانات إجتماعية تحب العيش في مجموعات من صغيرة إلي متوسطة تحت قيادة ذكر مهيمن واحد يصاحبه بعض من الذكور المعاونين له. قام العلماء بعمل العديد من الأبحاث لفهم ما يميز قردة الشمبانزي عن باقي أبناء جنسها، خلصت هذه الدراسات بأن الإناث تصل إلي سن البلوغ في الثالثة عشرة والذكور في سن الخامسة عشر.

من المعلومات الغريبة عن الشمبانزي أن الإناث تكون خجولة ولديها ثقة كبيرة بنفسها، ولتعزيز التقارب والروابط الإجتماعية بين الإناث وبعضهن يقمن بتنظيف فراء بعضهن من القمل والقراد وباقي الأوساخ، وهو بحد ذاته يشكل منفعة للطرف الأخر من خلال تناوله لتلك الحشرات.

كيف يمشي الشمبانزي

بالرغم من أن الشمبانزي تمشي على أربع إلا أنها تستطيع المشي بشكل مستقيم مثل البشر. يمتلك الشمبانزي ذراعين طويلتين وأيد وأصابع طويلة تسهل عليها عملية التسلق لقمم الأشجار والتأرجح من فرع لأخر بسهولة.

اين يعيش الشمبانزي

مقارنة بباقي القردة العليا تمتلك الشمبانزي موطن كبير، بالرغم من تواجد أعداد كبيرة من الشمبانزي التي تستوطن الغابات المطيرة، إلا أنه بإمكانك مشاهدتها في المراعي والغابات المتواجدة في غرب ووسط أفريقيا. في الغالب تنام الشمبانزي على الأشجار، ومن الأشجار المفضلة لها شجرة الحديد الأوغندية، بسبب قوتها وصلابتها الكبيرة، في تلك الشجرة تقوم قرود الشمبانزي ببناء ما يشبه الأعشاش من الأغصان والأوراق.

ماذا يأكل الشمبانزي؟

يعتمد الشمبانزي بشكل كبير على الأشجار في توفير غذائه. بالرغم من أن الشمبانزي يفضل تناول الفواكه والنباتات والمكسرات، إلا أنه أكل للحوم حيث يتغذي على الحشرات والبيض والظباء الصغيرة والقرود الصغيرة والسلاحف حيث يقوم بضربها بالإشجار حتي تتكسر صدفتها بالإضافة إلي مئات من الأطعمة الأخرى. الشمبانزي هو حيوان مزدوج التغذية، ما يعني أنه حيوان يتغذي على اللحوم والنباتات.

يستخدم الأدوات لتناول طعامه

من الدلائل على ذكاء الشمبانزي هو إستخدامه لأدوات للحصول على غذائه، وهو من الحيوانات القليلة المعروفة التي تستخدم الأدوات. وهو ما قامت بإكتشافه عالمة الرئيسيات جين جودال في عام 1960.

حيث أشارت جودال، إلي أن الشمبانزي يقوم بتشكيل العصي واستعمالها لالتقاط الحشرات من أعشاشها تحت الأرض أو داخل الأشجار، ويستخدمها كذلك لاستخراج اليرقات من جذوع الأشجار.

ليس العصا فقط، يقوم الشمبانزي بإستخدام الحجارة لسحق المكسرات اللذيذة وإستخدام الأوراق كإسفنج لامتصاص مياه الشرب. يمكن للشمبانزي تعلم لغة الإشارة والتواصل بها مع البشر.

كيف يتكاثر الشمبانزي

لا يوجد وقت محدد لتكاثر الشمبانزي حيث يمكن لإناث الشمبانزي أن تلد في أي وقت خلال العام، وغالبًا ما تلد صغيرًا واحدًا بعد ولادته يتشبث بفراء أمه ويظل على ظهرها حتى يحين وقت الفطام الذي يكون عادةً بين سن الثالثة والخامسة من عمره. تصل الإناث إلى سن الإنجاب عند بلوغها الثالثة عشرة، بينما لا يُعتبر الذكور بالغين إلا بعد أن يبلغوا الخامسة عشرة من عمرهم.

التهديدات التي تواجه الشمبانزي

أعلن الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة أن الشمبانزي يُعتبر من الأنواع المعرضة للخطر، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الزيادة السكانية للإنسان. إذ بينما يهاجر البشر إلى مناطق جديدة حيث يسكن الشمبانزي، يقومون بتدمير غابات موطنهم لإقامة مشاريع زراعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن عمليات قطع الأشجار والتعدين واستخراج النفط وإنشاء الطرق السريعة الجديدة تهدد بتدهور وتجزئة موطن الشمبانزي.

هجمات الشمبانزي على البشر

في غرب أوغندا، أدت خسارة المواطن الطبيعية إلى تفاقم الصراع بين البشر والشمبانزي. فإزالة الغابات لا تعيق فقط قدرة الشمبانزي على إيجاد مأوى، بل تضع أيضًا ضغطًا على مصادر غذائهم من الغذاء البري.

وفي لحظات اليأس، يلجأ العديد منهم للبحث عن الطعام في منازل البشر القريبة. ورغم أنهم في الغالب يسرقون الفاكهة وغيرها من الأطعمة المتاحة، إلا أن الشمبانزي أحيانًا يقومون بخطف الأطفال الصغار وقتلهم. وفي المقابل، يقوم البشر بقتل الشمبانزي انتقامًا ولحماية أسرهم من هجمات مستقبلية.

لماذا يتم إصطياد الشمبانزي

يستهدف صائدو الحيوانات البرية الشمبانزي لأنها توفر كميات أكبر من اللحوم مقارنة بالثدييات الأصغر حجماً. وفي بعض الأحيان، يتم جمع صغارها لتربيتها كحيوانات أليفة أو لبيعها في تجارة الحيوانات الأليفة غير القانونية. كما أن الشمبانزي عرضة للأمراض المعدية، حيث أدى فيروس الإيبولا منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى قتل أعداد كبيرة منها.

حالة حفظ الشمبانزي

تتمتع الشمبانزي بحماية من القوانين المحلية والدولية، بما في ذلك قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة. كما أن بعض مواطنها تعتبر محميات أو مناطق طبيعية محمية. تسعى المنظمات البيئية إلى توسيع هذه الجهات المحمية، بالإضافة إلى جهودها للحد من الصيد غير القانوني لهذه الحيوانات وتجارة أعضائها.

من الضروري للغاية حماية مستقبل الشمبانزي من خلال تعزيز علاقته بالبشر. حيث تعمل العديد من المنظمات جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية لرفع الوعي بالمخاطر التي تهدد الشمبانزي، ووضع استراتيجيات لحماية موائله، ومساعدة الأفراد في المجتمع المحلي على إيجاد مصادر دخل بديلة لا تضر بمكان عيش الحيوان.

المصدر: ناشونال جيوغرافيك